الجمعة، 24 يناير 2014

مالاتعرفونه عن داليدا

في 3 أيار 1987، أي منذ 26 سنة، أقدمت الأسطورة الفنية والغنائية الخالدة داليدا على الإنتحار بعد أن تناولت جرعات زائدة من الأقراص المهدئة. غادرت هذا العالم تاركة وراءها رسالة فيها جملة واحدة: "سامحوني الحياة لم تعد تحتمل...".
لم يفهم محبو داليدا الأسباب الحقيقة التي دفعتها للإنتحار لأن لدى داليدا 500 أغنية بلغات متعددة مازال الكثيرون منا يرددونها حتى اليوم بشغف كبير، أغنيات بتسع لغات، بالفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والعربية واليابانية والهولندية والتركية.
هذه "الحورية الغامضة"، كما كان يصفها بعض النقاد سحرت العالم بجمال قوامها ورشاقتها وشعرها الذهبي، إعتلت مسارح العالم كله وشغلت صفحات الجرائد العالمية لأن أغنياتها إحتلت لوائح أفضل عشر أغنيات حول العالم من كندا إلى اليابان ومن مصر إلى الأرجنتين.
في إحدى المساءات، إلتقت داليدا رجلاً يدعى "فريد"، وهو صديق المخرج السينمائي الذي إكتشفها في مصر. بادر الى الحديث معها قائلاً:" إسم داليلة التي تعرفين به غريب وعدواني" . لم تستوعب داليدا هذا الإقتراح، فهي تعرف منذ قدومها إلى باريس بإسمها المستعار "داليلة". ففكرت ملياً وقررت
" خلط " إسمها الحقيقي " يولاندا" مع الإسم الذي تحبه "داليلة" لتصل إلى إسم "داليدا."
لكن الحقيقة المرة هي أن داليدا، وإسمها الحقيقي يولاند كريستينا جيجليوتي، أخفت في كواليس حياتها الخاصة مأساة كبيرة إتسمت بالضبابية والغرابة لأن معظم الرجال الذين أحبتهم داليدا إنتحروا في ظروف مأساوية .
في بداية حياتها العاطفية، أحبت رجلاً يدعى لوسيان موريس. لكنها قررت الإنفصال عنه بعد أشهر قليلة لأنها وقعت في حب آخر، حب رسام يدعى جان سوبيسكي. رغم ما حصل، حاول موريس أن يقترن بإمرأة أخرى . لكن علاقتهما لم تستمر فحاول مجدداً العودة إلى داليدا حبه الأول دون جدوى. إزاء ذلك، أقدم موريس على الإنتحار مطلقاً النار على نفسه بعد فشل زواجه الثاني وإستحالة عودته لداليدا حبه الأول.
عام 1967 إستعادت داليدا شغف الحب عندما إلتقت شاباً إيطالياً يدعى "لويجي تانغو" الذي كان يحلم بأن تدعمه داليدا ليصبح مغنياً مشهوراً. لكنه فشل في مشاركته في مهرجان سان ريمو عام 1967 والذي كان سيطلقه إلى عالم النجومية. فأقدم أيضاً على الإنتحار في أحد الفنادق، وكانت داليدا أول من رأى جثته مغطاة بالدماء....
هذا هو بإختصار فيلم حياتها وراء الكواليس. فداليدا التي نجحت أيضاً في التمثيل ولاسيما في دورها الذي تميزت به في العام 1986 في الفيلم المصري " اليوم السادس" من إخراج يوسف شاهين لم تمت على خشبة المسرح كما تقول أغنيتها الشهيرة. فالحقيقة تشير إلى أن داليدا عاشت أسيرة "العشق الممنوع" وقتلت نفسها من شدة الوحدة تاركة بصوتها الرائع أغنيات عن الحب والعشق والشغف، وهي تجسد واقعاً مغايراً لنهاية حياتها التراجيدية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق